دول "فيشجراد" تتبنى إنشاء مجلس تعاون بين القاهرة والاتحاد الأوروبى.. المجر وسلوفاكيا والتشيك وبولندا تعلن دعمها للاستقرار الأمنى والاقتصادى بمصر.. واتفاق على تفعيل دولة القانون فى ليبيا

طالبت دول تجمع "فيشجراد" (المجر ، بولندا، سلوفاكيا، التشيك) بإنشاء مجلس تعاون بين مصر والاتحاد الأوروبى، مؤكدة على إنها تريد أن تشارك فى صيغة تنفيذية للوصول إلى هذا المجلس.

وأشاد قادة الدول الأربع بمساعى مصر نحو تحقيق الاستقرار الأمنى والاقتصادى، وأكدت دعمها لخطوات مصر فى هذا الإطار، حيث أجمعت على أن استقرار مصر يصب فى صالح استقرار دول الاتحاد الأوروبى. 

ومن جانبه، أكد رئيس الوزراء المجرى فيكتور أوربان أهمية تأسيس علاقات قوية بين الاتحاد الأوروبى ومصر.

وأضاف أن الجزء الأول من قمة "فيشجراد" ناقش فيه رؤساء دول التجمع ملفات أمن أوروبا والهجرة غير الشرعية، وفى الجزء الثانى من القمة كان هناك مؤتمرًا للدول الأربعة بالإضافة لمصر وكان هناك 4 موضوعات طرحت للنقاش هى الإرهاب والهجرة غير الشرعية والاستقرار فى جنوب حوض المتوسط والتعاون الاقتصادى بين مصر والاتحاد الأوروبى.

وأوضح "أوربان" أن دول مجموعة "فيشجراد" أعربت عن تقديرها للعمل الذى تقوم به مصر من أجل تأمين استقرار المنطقة، مضيفًا أن ملايين اللاجئين والمهاجرين متواجدين فى مصر، وتم منعهم من السفر غير الشرعى وتأمينهم، ما يشكل عبئا على مصر وهو ما يجعلنا نثنى على هذه الإجراءات.

وأكد أوربان، أن الجهود التى يقوم بها الرئيس السيسي فى هذا المجال تخدم فى الدرجة الأولى أمن أوروبا، معربًا عن شكره للرئيس السيسى لأنه يحمى حدود المجر.

وقال رئيس الوزراء المجرى إن المباحثات خلال القمة تناولت الوضع فى ليبيا ومكافحة الهجرة غير الشرعية من ليبيا، مشيرًا إلى أن الوضع فى ليبيا يشكل تهديدا لأوروبا.

وتابع أوربان: "نحن الغربيون تدخلنا فى حياة هذ االبلد دون خطة بديلة لتحقيق الاستقرار والحدود الشمالية لليبيا ظلت بلا حماية لفترة طويلة وفتحت الهجرة لأوروبا"، لافتًا إلى أنه تم الاتفاق مع الرئيس السيسي على أهمية خلق الاستقرار وتضافر الجهود الدولية لتفعيل دولة القانون فى ليبيا وخلق حكومة قادرة على إدارة البلاد.

وأعرب أوربان عن تطلعه لتحقيق تعاون اقتصادى قوى بين مصر ودول أوروبا، مشيرًا إلى أن هذا التعاون لا يزال دون المستوى المطلوب، مضيفًا أن المباحثات تضمنت أيضًا بحث تحقيق تعاون مستقبلى مثمر من خلال خلق صيغة لتأسيس مجلس تعاون مصرى أوروبى.

فيما قال رئيس وزراء سلوفاكيا روبرت فيكو، إن مصر تمثل مكانًا رائعًا لقضاء العطلة، مشيرًا إلى أن المباحثات خلال القمة تناولت الهجرة غير الشرعية وأكثر الأساليب فاعلية فى مواجهتها، وهى حماية الحدود الخارجية والتعاون مع الدول المصدرة للمهاجرين والتعاون مع الدول التى تعانى من مشاكل وعدم الاستقرار.

وأضاف "فيكو": أن مصر تلعب دورًا كبيرًا فى هذا الصدد فعدد سكانها 100 مليون نسمة وتلعب دورًا كبيرًا فى مكافحة الإرهاب وهى دولة قادرة على حماية حدودها وتمنع المهاجرين من العبور إلى أوروبا، كما تلعب دورًا كبيرًا فى منع المهاجرين غير الشرعيين من الذهاب إلى أوروبا عبر ليبيا، مؤكدًا أن أوروبا تدفع ثمن عدم الاستقرار فى ليبيا.

وأشار إلى أن هناك تقارب بين الدول الأربعة ومصر فى ملف الهجرة، مؤكدًا على ضرورة دعم كافة الأنشطة والإجراءات التى تقوم بها مصر فى مجال مكافحة الإرهاب، فضلا عن دعم حكومة قوية فى ليبيا.

وأوضح "فيكو" أن الدول الأربع وضعت صيغة للتعاون مع الأجهزة المصرية فى مجال مكافحة الإرهاب، مشيرًا إلى أن دول فيشجراد لديها خبرات قوية ومتقدمة فى مجال مكافحة الإرهاب.

وشدد على أن دول تجمع "فيشجراد" ترى فرصًا كبيرة فى التعاون الاقتصادى مع مصر، لافتًا إلى أن المباحثات تركزت على قطاع الطاقة النووية، موضحًا أن مصر تبدأ برنامجها النووى السلمى وتبنى مفاعل نووى ضخم يولد 1200 ميجاوات، وهناك دول بين دول التجمع لديها خبرة كبيرة فى هذا المجال ، كما أن بولندا ستبدأ برنامجها النووى الخاص قريبًا.

وأعرب رئيس وزراء سلوفاكيا عن شكره للرئيس السيسى على الجهود التى تبذل لإقرار الاستقرار فى المنطقة، وقال: "نريد أن نرى مصر دولة قوية تدعم جيرانها".

وفى كلمته، أكد رئيس وزراء التشيك، أن "مصر شريك استراتيجى لنا فى الشرق الأوسط، ودول فيشجراد تحترم دور مصر فى تحقيق الاستقرار فى المنطقة ونثمن كافة الإنجازات التى تقوم بها الأجهزة الأمنية المصرية فى مكافحة الإرهاب..نعرب عن استعدادنا تقديم المساعدات لمصر".

وقال:"نتأسف لضحايا العمليات الإرهابية بمصر فى السابق.. مصر تحارب الهجرة غير الشرعية وتهريب البشر وتبذل جهودا كبيرة ناجحة فى هذا المجال.. تعاون الاتحاد الأروبى مع مصر فى هذا المجال سيأتى بنتائج إيجابية".

وأوضح انهم تحدثوا فى المباحثات إلى ملف ليبيا، مضيفًا :"انهيار ليبيا أوصلنا إلى أن هناك خط تنقل للهجرة غير الشرعية من ليبيا إلى أوروبا وخلق الاستقرار فى ليبيا أمر هام وتباحثنا حول سبل التعاون لتحقيق الاستقرار فى هذه الدولة ودعم دولة القانون هناك".

وفيما يتعلق بالعلاقات الاقتصادية مع مصر، قال إن هناك فرصًا كبيرة لخلق استثمارات فى مجال الطاقة والسياحة ومعالجة المياه داخل مصر، ومن مصلحة الدول الأربع دعم الاستثمارات داخل مصر كما من مصلحة الاتحاد الأوروبى دعم الاقتصاد المصرى، ونرغب جميعا أن نحقق الاستقرار للاقتصاد المصرى.

ومن جهتها، قالت رئيسة وزراء بولندا "بياتا سيدلو"، إنها سعيدة بأن قمة دول تجمع "فيشجراد" جمعتهم بشخص مهم جدًا هو الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسي.

وأضافت فى كلمتها بالمؤتمر الصحفى الذى انعقد عقب ختام القمة فى العاصمة المجرية بودابست، أنهم ناقشوا الموضوعات المتعلقة بالأمن فى المنطقة، مضيفة:" نثمن ونقدر دور مصر لاستقرار المنطقة وشمال إفريقيا.. ومصر تبقى شريكا مهما فى الإشراف ومنع الهجرة غير الشرعية". 

وأشارت إلى أن الأجهزة الأمنية المصرية أوقفت بشكل ناجح جدًا الهجرة غير الشرعية ويجب أن نساعدها فى هذا المجال، مؤكدة أن مصر من أهم الشركاء فى أفريقيا. 

وأوضحت أنهم تبادلوا الأفكار والآراء فيما يتعلق بأمن المنطقة، مضيفة: "نثمن دور مصر فى تحقيق الاستقرار فى المنطقة، كما نثمن دورها فى مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية".

وأعربت عن إيمانهم بأهمية اتخاذ خطوات حاسمة للتصدى للإرهاب والهجرة غير الشرعية، موضحة أن  مصر ستظل شريكًا هامًا فى هذا الملف، فهناك جهود كبيرة بذلتها مصر لكبح جماح الجماعات التى تهرب البشر وأجهزة الأمن المصرية بذت جهودا ناجحة فى هذا المجال.

وأكدت أنهم ناقشوا التعاون الاقتصادى مع مصر، فهى من أهم الشركاء فى إفريقيا، قائلة : "أعربنا عن استعدادنا للتعاون مع مصر"، وطرحت فكرة بناء منطقة صناعية فى محور تنمية قناة السويس، كما طرحت أفكارا للتعاون فى قطاعات الطاقة والبنية التحتية.

وأشارت إلى أن قادة "فيشجراد"، أعربوا عن دعمهم للحكومة المصرية لمواصلة التنمية الاقتصادية المستقرة وتحفيزها للمزيد من التنمية.